اخيرا

اخيرا

عفـــاف


سأروى لكم قصة تاثرت لها جدا قصة ليست من نسج  خيالى ولكنها من الواقع وبطلتها تعاصر ايامنا وتعيش عصرنا هذا. عصر الانفتاح والتقدم والمعلومات عصر حقوق المرأة ومساواتها بالرجل  لاتعى طفلتنا بكل هذا ولكنها ظلمت.
عفاف طفلة الصف الثانى الاعدادى  لم يتجاوز عمرها الثالثة عشرة من عمرها كانت طفله مرحة ومتفوقة ومن اوائل الصف وبعد ما اكملت امتحانات الصف ونجحت طبعا ومن الاوائل جاء لخطبتها شاب فى منتصف العشرينات وطلب يدها من اهلها لا اعلم كيف اختار هذا طفلة والاكثر دهشة انها لم تكمل دراسة المرحلة الاعدادية ولكن الذى يحزن الجنين فى بطن امه هو موافقة اهلها على الخطوبة والزواج ! كيف لاب وام ان يطمئنوا على استمرار ونجاح زواج طفلة ؟! وقرروا زواج الطفلة والشاب على ان تتم مراسم الزواج بعد عام . اكملت عفاف دراسة الصف الثالث الاعدادى ونجحت ومجموعها تجاوز الكثيرات من زملائهن البنات وحلمت بدخول المدرسة الثانوية لتصبح من طلاب الثانوية العامة وتتاهل لدخول الجامعة مثلما قالت هذا لصديقتها منى التى كانت ترافقها مشوارها الدراسى ولكن بعد نجاح عفاف وتاهيلها لدخول الثانوية العامة قرر الاهل انفصال عفاف عن المدرسة ووقف مشوار التعليم  كانت تهمس فى نفسها : "ليه مكملش تعليمى زى منى صحبتى . انا هاقول لبابا وماما لكن انا .."
لم يقدم الاب اوراق ابنته عفاف للمدرسة الثانوية وجهزوا لاعداد زفافها الى عريسها وفعلا تم اعداد الفرح وواجهتهم مشكلة السن انها صغيرة فعمرها خمس عشرة سنة فقط فقرر لهم من يطبق شرع الله ان يزوجها دون توثيق لان المحكمة الشرعية لن توثق عقود زواج للقاصرات وفعلا تم الزواج ولا نعلم ما الذى  تم بين الشاب وطفلة عندها 15 سنة فى ليلة زفافهما ومرت الليلة ومرت ليالى كثيرة غيرها وخوفا من حمل الفتاة لان الطفل المولود لن يكتب فى سجلات الميلاد وكيف تصدر له شهادة ميلاد وهو ليس له اب او ام لان والديه لم يثبت بعد انهما متزوجان لذلك  اقترحت حماة عفاف  على ابنها ان ياخذ زوجته الى الطبيب لعمل وسيلة لمنع الحمل حتى تتم السن القانونى للزواج ويتم توثيق الزواج بعدها يتم ازالة الوسيلة وفعلا اخذ الزوج زوجته عفاف الى الطبيب واخبره بكل شىء ووافق الطبيب على تركيب لولب كوسيلة حمل منع لعفاف 
عاشت عفاف مع زوجها لا اعلم كيف عاشرته وكيف كان يتعامل معها زوجها ولكن عاشت لكنها كانت تعانى من الم دائما بسبب وسيلة منع الحمل وتكررت زياراتها للطبيب بسبب تعبها. دبلت الوردة المتفتحة واختفت الابتسامة المرحة فى وحل الهموم ضاع حلم الصغيرة فى التعليم  لا تتذكر شيئا الا لعبها مع صديقاتها البنات وجريهن فى الحارة الصغيرة كانت تبعد بخيالها فى ماضيها المرح مع البنات والاولاد  ولكنه سريعا ما ترجع الى عالم الحقيقة المرة انها زوجة وربة منزل ومسئولة عن بيت وزوج ولا زالت طفلتنا الصغيرة بين الالم والمعاناة وبين صوت البنات الضاحك الموجود فقط فى خيال وذاكرة عفاف

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اذا اعجبك الموضوع اترك لى تعليقا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting