كان آدم رجل في أوائل الثلاثينات يعيش فى قرية صغيرة جاء إليها حديثا كانت هذه القرية بمثابة دنيا جديدة فى ملامحها وفى الناس الموجودين بها وفى عاداتهم . فى احد الأيام جاء إليه احد الجنود المعروفين أنهم خدام الملك الذى يحكم هذه القرية وعدة قرى أخرى مجاورة تكلم هذا الجندي إلى آدم قائلا :" الملك يبلغك انه قبل نهاية هذا العام سيعد لك مكافأة عطية مجانية من الملك وهى انه سيحقق لك حلم طالما حلمت به " وعندما بدا آدم فى الكلام قاطعه الجندى قائلا:
" كلام الملك لا يرد. كلمته واحدة وهو عندما يقول ينفذ "
وقال له احد الحاضرين : " بماذا سترد يا غريب .عندما يتكلم الملك لابد أن تسمع وتصدق وتثق فيما يقال لك " فسكت آدم وصدق كلام الملك الذى بلغه له جندى الملك وقال فى نفسه
:" لم يتبق على نهاية العام سوى خمسة شهور.سأعيش لانتظر وعد الملك " فرح آدم بهذا الوعد وفعلا عاش مصدقا لوعد الملك ليس هذا فقط ولكنه تكلم أيضا به وقال لجيرانه وأصدقائه وزملائه وتكلم بهذا الكلام قدام الكثيرين .
انتظر آدم شهر ثم اثنين ثم شهر آخر ومر أيضا الشهر الأخير لكن لم يفي الملك بوعده ولم يحقق لأدم حلمه الذى يحلم به صُدم آدم واخذ يفكر وقال فى نفسه: " كيف للملك ان يعد ثم يخلف ولا يفى بوعده
" حزن آدم جدا لانه وثق بكلام الملك وصدق كلامه وكلم الاخرين عن وعد الملك لكن للاسف لقد اخلف الملك وعده .تألم آدم ولم يتمالك نفسه ولم يستطع ان يمنع دموعه من النزول ولم يقدر ان يمنع لسانه من الكلام ولم يقف عقله عن التفكير .
لكن أخيرا تمالك آدم نفسه قليلا وقرر ان يدرس الامر جيدا وان يبدا فى التفكير من الاول ففكر هكذا:"
الملك - الوعد – الجندى - ثم انا .افكر فى كلٍ على حدة "
اولا:الملك: اعتقد انه هو الذى اعطانى الوعد وهو وحده من يستطيع ان ينفذ وعده لى ولكن الواقع انه لم ينفذ وعده . فهل:-
نسى وعده لى او رجع فى كلامه
ام لم يستطع تحقيق ما وعد به
ام انه لم يتكلم اصلا بهذا الوعد
ام ان الملك مات وبالتالي مات وعده
ثانيا:الوعد: وعد تحقيق الحلم صدرَ عن الملك وهو كلامه الذي لا يعلو عليه وكلام الملك الملك وحده الذي يستطيع تحقيقه
ثالثا: الجندي هو من بلغني بكلام الملك
وهو من اعلنه لى وشجعنى ان أقبل كلام الملك . فان كان الملك حقا موجود وقال هذا
الكلام ولم يتحقق فلماذا لم يتحقق وان كان الجندى حقا نقل هذا الكلام عن الملك
فالملك وعد فاخلف
ولكن قد يكون هناك احتمال اخر ان يكون الجندى هو الكاذب فالملك لم يتكلم ولم يعد ولكن الجندى خدعنى
ولعله خدع اخرين ايضا
رابعا: أنا لم يتبق
من عناصر الوعد بعد الملك والخادم والوعد نفسه الا انا
انا سمعت كلام الجندى الذى يزعم ان كلامه هو كلام
الملك وانا أعى جيدا انه حدثنى بذلك وعندى شهود لذلك .فلم اكن احلم ولا اهذى ولكن
كان الكلام حقيقى وكان هناك من يسمع غيرى
هل انا لم اصدق كلام الملك حتى لو حدث هذا هل
يتوقف تحقيق وعد الملك على مدى تصديقى لكلامه ؟ هل يتوقف وعود الملك على ظن احد
رعاياه به ؟ فى حين ان الملك يعطى من يطلب ومن لا يطلب من يستحق ومن لا يستحق فلا
تتوقف عطاياه على عمل رعاياه كما يزعمون ؟
هناك شىء اخر الوعد كان محدداً بميعاد
من كل هذا استنتج ان :
* كان هناك وعد لكنه لم يتحقق
يترتب على ذلك عدة استنتاجات واحد منها على الاقل
صواب ان لم يكن اغلبها
1. ادم لا يستحق الوعد او انه لم يوعد بشىء
2. الجندى نقل كلاما مغلوطا او اخطا او كذب
3. الملك لم يتحدث عن وعد فهو لم يعد بشىء
4. لا يوجد عند الملك وعود
5. الملك غير موجود اصلا